• الرئيسية
  • 7ème conférence des Parties à la Convention Cadre des Nations Unies sur les Changements Climatiques (COP7)

"الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
لي عظيم الشرف بأن أنقل إليكم تحيات وفائق تقدير جلالة الملك محمد السادس نصره
الله الذي شرفني بأن أنوب عنه في إلقاء الخطاب الملكي السامي بمناسبة التئام
الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن
التغيرات المناخية الذي يوليه حفظه الله فائق عنايته//.
وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية..
//الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله واله وصحبه
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
ها قد مضت عشر سنوات تقريبا منذ أعلنت في //قمة الأرض // بريو بصفتي ممثلا
لوالدي المنعم جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه أن اختيار ايكولوجيا
إنسانية هو اختيار لنهج يجعل الإنسان محور أي مشروع ويترك له مسؤولية تقرير
مصيره مع تذكيره بحقوقه وكذا بواجباته.
وإذ أتوجه إليكم في هذا اليوم من مراكش في قلب الفضاء الروحي والتاريخي
والثقافي للمملكة المغربية فإني أستشعر بأن تشديدي خلال تلك القمة على المثل
الأخلاقية التي تجعل منا مواطنين متضامنين ينتمون لأرض واحدة ولإنسانية واحدة
هو أكثر إلحاحا في الظرفية الدولية العصيبة الراهنة.
إن حضوركم اليوم هنا بالمغرب ليعبر عن ثقتكم وتقديركم للقيم المثلى الراسخة
لهذا البلد العربي/الإسلامي المتجذر في عمق تراثه الإفريقي والعريق في التشبث
بفضائل الحرية والسلم والعدل والكرامة والتسامح والتضامن والانفتاح على الآخر
والعامل على تشييد فضاء ديمقراطي في هذه الضفة من البحر الأبيض المتوسط يكون
فيه لحقوق الإنسان بعد اقتصادي يهدف إلى توزيع عادل للثروات في انسجام تام مع
متطلبات المحافظة على البيئة.
كما أن لقاءكم بالمغرب يشكل رسالة أمل وتعقل نريد جميعا أن نقول من خلالها
للبشرية كافة بأنه لا ينبغي للكراهية وإقصاء الآخر وللإرهاب والتطرف أن تفضي
بنظرة اختزالية وتبسيطية إلى الاستسلام لصدمة اللحظة أو الوقوع في براثن الجهل
أو الخلط المؤدي إلى تقسيم للعالم يضع الأخيار في جانب واحد وهو ما أدركتم
مخاطره مستهدفين من اجتماعكم بمراكش على اختلاف دولكم وحضاراتكم التعبير عن
رسالة الأمل التي تحذوكم.وتلكم هي الثمرة الأولى لندوتكم التي تعتبر لحظة
تاريخية في نجاح مسار الاتفاقية المتعلقة بالتغيرات المناخية التي استطاعت أن
تكرس أحقية مخطط العمل المصادق عليه بستوكهولم في سنة 1972 بعد ثلاثين سنة من
الجهود والمناظرات.

//أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
لقد ناقشتم منذ انطلاق أشغال ندوتكم عدة قضايا تحظى كلها بنفس درجة الأهمية من
مناخ واقتصاد وتنمية وماء ومحيطات وتربية وصحة وتعاملتم مع أرقام وتوقعتم
تطورات وتصورتم نماذج.
كما قمتم بقراءة جديدة لصفحات من تاريخنا وتساءلتم عن مستقبل كوكبنا في نطاق
توجه عالمي نحو شمولية الاقتصاد والاتصال والمناخ لا يولي العناية اللازمة لما
لتواصل الحضارات وتفاعل الثقافات من أثر حاسم في انبثاق ضمير عالمي واع
بالمخاطر التي تهدد مصير الإنسانية.
لذا فإني أود أن أتوجه ببضع كلمات في شأن التضامن والمسؤولية والالتزام إلى
جمعكم الموقر الذي يضم نخبة من رجال العلم والسياسة والإعلام والفاعلين غير
الحكوميين.
فحينما شاءت الإرادة الإلهية أن أخلف والدي المنعم طيب الله ثراه كان حرصي
شديدا على تفعيل التضامن الذي لا ينفصل بالنسبة لي عن ممارسة المسؤولية ولا
يقف عند حد الإشفاق بل بالأساس وعي..وعي بالمصير الجماعي سواء كان فرديا
منضويا في مجموعة أو جهويا داخل بلد أو وطنيا ضمن الأرض في شموليتها وبأن
التضامن بين الأجيال ينبع من الإيمان بالله وبمستقبل الإنسانية وبأنه مهما
كانت التحصينات قوية واليقينيات قاطعة فإنها لن تستطيع إسكات صوت المحرومين أو
صرخة المقهورين وبأنه لا يمكن أن توجد على الأرض واحات تنعم بالسلم والإطمئنان
ومناطق تشكل بؤرا للحرب والمجاعة إذ لا يتأتى لأي شخص أن يعيش في رغد وأمن
واستقرار وجاره في الضفة الأخرى يعاني من استفحال الظلم والقهر والحرمان.
وإيمانا مني بأنه من الوعي تولد المسؤولية فإنني أدعوكم إلى أن نتساءل جميعا
..هل يتعين علينا انتظار حدوث مآس رهيبة كي نعي ونستشعر مسؤوليتنا في المحافظة
على التراث المشترك للبشرية الذي تمثله الأرض وفي جعل منطق المصلحة التجارية
يفسح المجال لمسار الإيكولوجيا الإنسانية.
إن المغرب لا يقبل الانصياع لهذه الحتمية ولذلك فهو يتحمل كامل المسؤوليات
الملقاة على عاتقه كدولة بكل ما أوتي من إمكانات مؤكدا باحتضانه لهذه الندوة
التزامه التام بمبادئ التضامن الدولي في مجال المحافظة على البيئة ومعتبرا أن
جل إشكالات التغير المناخي بصفة خاصة والمرتبطة منها بالبيئة على العموم تلزم
المجتمع الدولي شعوبا وجهات ومجموعات ذات المصلحة.
لذا ووعيا منها بأن تفعيل بروتوكول كيوطو يشكل خطوة هامة في مآل المسار الطويل
للتفاعل مع التغيرات المناخية وعلى الرغم من كونها لا تصدر سوى نسب منخفضة من
غازات الدفيئة فقد قررت المملكة المغربية المصادقة عليه داعية باقي الدول
وخصوصا منها المصنعة إلى أن تحذو حذوها حتى يصبح هذا البروتوكول قابلا للتطبيق
في أقرب وقت ممكن لأن في ذلك تحقيقا للمصلحة العامة للإنسانية جمعاء.

// ان المغرب الذي يواجه ظروفا مناخية قاسية مرتبطة بالجفاف والتصحر ليجد نفسه
أيضا وعلى غرار باقي الدول النامية في مواجهة التأثير السلبي على البيئة بفعل
التطور السريع للمحيط السوسيو اقتصادي الذي أدى إلى ظهور أنماط جديدة من
الإنتاج والاستهلاك.
وتصميما منه على رفع هذه التحديات وتشبعا بمفهوم التنمية المستديمة فإن المغرب
يعمل على واجهات متعددة في إطار خطة عمل وطنية تولى البعد البيئي مكانة
الصدارة في مسار التنمية وفي نطاق توجه تضامني جهوي ودولي ملتزم بالبرامج
المتوسطية الهادفة إلى الصيانة والاستغلال الدائمين للوسط البحري والشاطئي
عاملا على أن تحظى افريقيا بالأولوية في العمل الدولي المتعلق بالمحافظة على
البيئة.
ومن أجل المشاركة الفعالة في المجهود العالمي الهادف إلى حماية المناخ تجسيدا
للالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقية المتعلقة بالتغيرات المناخية وفي قمة
ريو فإن البلدان الإفريقية والدول النامية كافة في أمس الحاجة إلى دعم دولي
على شكل إمدادات تكنولوجية ذات طابع ايكولوجي عقلاني وكفاءات بشرية ومؤسساتية
وموارد مالية جديدة وتخفيف لعبء الديون الخارجية لتوفير اعتمادات أكبر لتحقيق
التنمية المستديمة ولمحاربة الفقر الذي يشكل العامل الرئيسي في تدهور بيئة دول
الجنوب علاوة على الدعم العمومي للتنمية الذي يتعين رفع مقداره إلى الحجم الذي
أقرته المجموعة الدولية.

// أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
حضرات السيدات والسادة
إننا لنسجل باعتزاز أن ملف حماية البيئة الذي عرف انطلاقته منذ ثلاثة عقود خلت
في اسكندينافيا قلب أوربا الشمالية يواصل اكتماله بالمغرب البلد المنتمي
للجنوب والمدافع باستمرار عن قضايا بلدانه العادلة مما يؤكد أنه إذا كانت
هنالك من قضية تحظى بالانشغال الجماعي فهي بالأحرى تلك المتعلقة بحماية بيئتنا
التي لا تميز قوتها وهشاشتها بين الشمال والجنوب ولا تقف عند أية حدود.
لذا فاننا نعتبر أن العالم في حاجة ملحة إلى مقاربة جديدة للإيكولوجيا تقوم
على التشاور والبحث عن حلول توافقية بين كل الأطراف المعنية وتستحضر إعلان ريو
بأن سيادة الدولة تنتهي حينما تلحق ضررا ببيئة دول أخرى وتراعي المصالح
الإستراتيجية الوطنية المشروعة لجميع البلدان وتضمن في نفس الوقت الإنصاف
والشفافية الكفيلين بحفزنا سس كل حسب موقعه سس على تقديم تنازلات كفيلة بتدبير
كوكبنا الأرضي باعتباره إرثا إنسانيا مشتركا.
وفي هذه الفترة المضطربة التي يمر بها العالم والتي تمتزج فيها غيوم الشك
والقلق مع اشراقات التعبئة والوعي بوحدة مصير الإنسانية فإني أسأل الله تعالى
أن يفضى جمعكم المبارك إلى إشاعة روح التفاؤل والحكمة والروية بعثا للآمال
التي ما أضيق عيش الإنسانية لولا فسحتها شاكرا لكم سس أصحاب الفخامة والمعالي
حضرات السيدات والسادة سس الجهود السخية التي بذلتموها لإنجاح هذا المؤتمر
منوها بالتزامكم الدائم بالقضايا العادلة للبيئة داعيا لكم بالتوفيق والسداد
ومرحبا بكم ضيوفا كراما على المغرب الذي كان على الدوام ملتقى خصبا لتواصل
الحضارات والثقافات في اعتدال وتسامح وانفتاح على الآخر لتحقيق عمارة الأرض
وإصلاحها ومناهضة إفسادها وهي الغاية التي من أجلها خلق الله عز وجل الإنسان
وحمله الأمانة.
".والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته